عباس : نرفض إقامة منطقة حرة بين مصر وقطاع غزة

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقامة منطقة حرة بين مصر وقطاع غزة، موضحاً أنه لم يتم مناقشة مثل هذا الأمر سابقاً، قائلا "إن السلطة ترفض أن نأخذ سنتيمتراً واحداً من أية دولة عربية شقيقة".
جاء ذلك خلال لقاء بين عباس مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية، في مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة التي زارها ليوم واحد، ، حيث شدد على عمق العلاقات المصرية الفلسطينية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" صباح الثلاثاء.
وتطرق عباس إلى أهمية حل مسألة معابر قطاع غزة قانونياً، مع الاستمرار في إدخال البضائع من خلال المعابر التي وصفها بـ "الشرعية"، مؤكداً في الوقت ذاته رفض استمرار الأنفاق، مشيرًا إلى أنه طالب منذ سبع سنوات بإغلاقها "شريطة ألا يتأثر إمداد أهالي القطاع بالمواد الأساسية والاحتياجات الضرورية".
وقال: "نحن مستعدون أن نرجع إلى اتفاق 2005 لنطبقه بحيث يوجد معبر للأفراد وآخر للبضائع بالاتفاق بيننا وبين مصر و(الكيان)، وآمل ان تغلق الأنفاق في أقرب وقت لنبدأ صفحة جديدة وننهي معاناة أهلنا في قطاع غزة".
وأكد أنه تطرق إلى هذا الأمر مع الرئيس المؤقت عدلي منصور، مشيراً إلى أن القيادة المصرية متفهمة تماماً، نافياً أن يكون لذلك علاقة بالمصالحة وإنما له علاقة بحياة أهالي القطاع.
وقال إنه حريص على إتمام المصالحة وفق ما اتفق عليه وأعلن في القاهرة، مضيفاً أن الاتفاق ينص على تشكيل حكومة برئاسته بطلب من حماس وإصدار مرسوم في نفس اليوم بعقد انتخابات عامة خلال ثلاثة أشهر وذلك لإتمام المصالحة. وأردف: "نحن لا نريد أن نقصي احدا، بل نريد ان يكون الكل معنا بالشروط التي اتفقنا عليها".

الموقف المصري
وشدد عباس على دور مصر كراعية للمصالحة، التي لا بد من التوصل إليها، موضحاً أن المصالحة لن تؤثر على المفاوضات، فكلاهما يسيران جنباً إلى جنب.
وحول ما يحدث في العالم العربي وخاصة مصر حالياً، قال: "موقفنا السياسي مما يحدث في العالم العربي موقف واحد ومحدد، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، مع تمنياتنا للشعوب العربية بالنجاح في الحصول على مبتغاها والمحافظة على وحدة بلادها".
في الوقت نفسه، أعرب الرئيس الفلسطيني عن تهانيه "للشعب المصري على مواقفه"، منوهاً إلى أن "ما فعله هذا الشعب لم يتوقعه أحد، حيث لا يوجد بلد في العالم عدد سكانه نحو 90 مليون يخرج منه أكثر من 30 مليون للميادين العامة".
وتمنى أن تستعيد مصر مكانتها ودورها الريادي وأن تبقى أهم الأطراف الذي يعتمد عليها في الحديث عن الحل النهائي في المفاوضات الفلسطينية الصهيونية، مؤكداً احترامه لإرادة الشعب المصري والدور المصري القيادي للأمة العربية.
وأكد وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب المصري الذي احتضن القضية الفلسطينية، وضحى من أجلها في مختلف مراحله النضالية، وعلى وقوفه إجلالاً وإكباراً للشعب المصري العظيم بجمع أطيافه ومؤازرته ودعمه.
ووجه رسالة إلى الإعلام المصري قائلاً: "أتمنى على الإعلام المصري أن يعلم أن موقف معظم الشعب الفلسطيني هو عدم التدخل في الشأن المصري الداخلي، وأن هدفه الرئيسي التخلص من الاحتلال الذي يحتل بلادنا".

استئناف المفاوضات
وفيما يتعلق باستئناف المفاوضات، قال عباس إن "أمريكا جادة جداً في الوصول إلى تسوية، وتم إبلاغنا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته كيري تعهدا بدعم هذه المفاوضات للوصول إلى نتيجة، وبالتالي نحن جادون في إنجاحها خلال السقف الزمني". 
وأضاف أن المفاوضات ستبدأ اليوم برعاية كيري وسيبدأ الحوار بشكل ثنائي وثلاثي ومن ثم سيلتقي الأطراف لبدء المفاوضات في كل الأوجه السياسية والاقتصادية والأمنية. 
وأوضح أن هناك تركيزاً سيكون على الأمور السياسية بحضور المبعوث الأمريكي الجديد إلى المنطقة مارتن إنديك، "الذي نعرفه جيداً منذ عام 1993 ونعرف خبرته الطويلة بهذا المجال، ونستطيع أن نتعامل معه".
وعبر عن دعمه للقرار الأوروبي بعدم التعامل مع منتجات المستوطنات، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يؤكد منذ 2009 وحتى 2012 في كل مناسبة على موقفه من هذا الموضوع.
وقال إن "الاتحاد الأوروبي أبلغنا بشكل رسمي موافقته على استئناف المفاوضات، كما أكد لي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأييد الأمم المتحدة لهذه الخطوة، كما أن لجنة المتابعة العربية اجتمعت مع كيري في عمان، وأكدت تأييد 18 دولة عربية لاستئناف المفاوضات".

الأسرى والمظاهرات
وأعرب عباس عن أمله بأن تسير الأمور سياسياً بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خاصة مع الاتفاق على أن المفاوضات ستستمر ما بين 6- 9 أشهر سيتم خلالها تناول موضوع أساسيين هما الأمن والحدود.
وقال الرئيس الفلسطيني إن ذلك الأمر ستتبعه جميع قضايا المرحلة النهاية، خاصة اللاجئين والمياه وغيرها، متطرقاً إلى ملف الأسرى، وتحديداً أسرى ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993، ووصفها بأنها كانت "مستعصية جداً".
وأضاف: لكننا تمكنا من حلها وتم الإعلان من قبل الجانب الصهيوني عن إطلاق سراح هؤلاء الأسرى على ثلاث أو أربعة دفعات خلال مراحل المفاوضات، وهم من كل أطياف الشعب الفلسطيني.
وأكد أنه سيتم الإفراج خلال الدفعة الأولى عن 104 من الأسرى الذين اعتقلوا قبل أوسلو، مضيفاً أن "هناك حديث عن 250 آخرين ممن اعتقلوا بعد أوسلو".
وحول المظاهرات التي خرجت في مدينة رام الله لرفض استئناف المفاوضات، اعتبر الرئيس عباس أن هذه المظاهرات والاحتجاجات تمثل رأي المتظاهرين وموقفهم من هذا الأمر.
وكان عباس وصل إلى القاهرة في وقت سابق من صباح الاثنين حيث التقى مع منصور ومدير المخابرات المصرية محمد التهامي ووزير الخارجية أحمد فهمي، ونائب الرئيس للعلاقات الدولية محمد البرادعي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عباس : المفاوضات تركز على الامن والحدود وتنتهي وفق سقف زمني محدد

تخلص من سموم الجسم وقم بتنقية الجهاز الهضمي والكبد بشرب هذه الوصفة الطبيعية

تعريف اللجنة المركزية و المجلس الثوري في حركة فتح Palestinian National Liberation Movement Fateh