سلاب نيوز في زيارة خاصة لموقع مقاومين من كتائب شهداء الأقصى


طلبت "سلاب نيوز" موعداً للقاء مجموعة مقاومة تابعة لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة (فتح) منذ انطلاقة صحيفتنا الإلكترونية، وطال الانتظار حتى تلقى مراسلنا في قطاع غزة، رسالة طلبت منه البقاء على جهوزية بانتظار الموعد القريب، فكان كل يوم يستعد على أساس أنه اليوم الموعود، حتى جاءه أخيراً الاتصال التأكيدي، طالباً منه التوجه إلى مكان معين.

يروي مراسلنا تفاصيل الرحلة قائلاً: "تحدث معي أحدهم عبر الهاتف وقال لي "نحن ننتظرك في المكان المتفق عليه"، كانت الساعة حينها 6:00 مساءً قبل موعد الإفطار بساعة ونصف تقريباً؛ وعندما وصلت إلى المكان، وإذ بشخص يترجل من سيارته ويقول لي "تشرفنا بمعرفتك"، لن نطيل عليك وعلى المجاهدين نظراً للظروف الأمنية الصعبة التي تسود البلد، علينا أن نسرع".

اصطحبوني بسيارة سوداء اللون، محجوب ما بداخلها عن الخارج بزجاج داكن، كما حجبت الرؤية عني ستائر أضيفت من الداخل، لمنع من يرافقهم من معرفة الطريق التي يسلكونها، كانوا متشددين أمنياً، وبابتسامة ودبلوماسية شرح لي مرافقي أنه من الأفضل لي أن لا أعرف من أين، وإلى أين، فيما كان السائق ومرافقه يتحدثون طوال الطريق عبر اللاسلكي مع من يرشدهم، بلغة مشفرة قد لا تعني للسامع شيئاً، لكنها تعني أيضاً أن الموجودون في المكان المقصود يعرفون فقط نقطة اللقاء التي ينتظرنا فيها "المرابطون" على الثغور.

وصلنا إلى المكان المقصود، الأشجار تحيطنا من كافة الجهات، نظرة إلى السماء وأخرى إلى البيئة من حولي جعلتني أتوقع بأننا متواجدون في مكان ما من المناطق الشرقية شمال قطاع غزة، والقريبة من الحدود الفلسطينية المحتلة عام 1948. فجأة ظهر من اللامكان، شخص يرتدي بزة عسكرية، مقنع ويده تعانق سلاحه المنسدل من الكتف إلى الصدر، وقال لي "سعداء بلقائك"، ثم دعاني للانضمام إلى مجموعة من المقاومين كانوا يجلسون على الأرض ويقرأون القرآن، فيما كان مقاوم يحرسنا من خندقه في حفرة مجاورة، وآخر يتخذ من غصن شجرة زيتون معمرة مكاناً لمراقبة تحركات الآليات الإسرائيلية.

لا أنكر بأنني شعرت بالخوف، الذي كان يزداد كلما تحدثوا معي عن خطورة الأوضاع الأمنية وضرورة الإسراع في إنهاء المقابلة، في الوقت الذي كانت فيه طائرات الاستطلاع الصامتة تجول فوقنا، تحاول تصيد المقاومين بصواريخها. كيف هي استعداداتهم لصد أي مواجهة عسكرية إسرائيلية قادمة على قطاع غزة، وكيف يقضون شهر رمضان المبارك في الجهاد والرباط، أسئلة طرحتها على المجموعة، وأنا لا زال لا أعرف من الشخص المعني بالإجابة. المتحدث العسكري باسم كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة (فتح) في قطاع غزة، ويدعى "أبو عمار"، عرف عن نفسه وتولى الإجابة على أسئلتي قائلاً: "أعددنا العدة بإمكانيات متواضعة لمواجهة العدو الصهيوني"، ونحن على جهوزية دائمة، فرغم ضعف الإمكانيات، لا زالت حركة فتح قوة لا يستهان بها في الشارع الفلسطيني".

وأوضح "أبو عمار" أنه "إذا فكر الاحتلال المجرم بشن هجوم على قطاع غزة مستفيداً من المتغيرات الإقليمية، فإنه سيواجه جيشاً من الاستشهاديين، وإمكانياتنا المتواضعة نتركها لهم ليكتشفوها على أرض الواقع".
وقال: "إسرائيل جربتنا في حرب 2008 وفي حرب 2012، حيث اعترف جهاز الشباك بالفشل عندما صعق بحجم الصواريخ التي سقطت على البلدات والمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة"، مشيراً إلى أن هذا الفشل يثبت نجاح المقاومة في الاستعداد لصد أي عدوان قادم".
وأضاف "سنواجه هذا الجيش بإمكانيات كبيرة هناك الاستشهاديين وعبوات متفجرة وسيواجه شيوخ وأطفال نساء لا يهابون الموت ويتمنون الشهادة في أي لحظة". 

وعن كيفية قضاء فترة الرباط في شهر رمضان المبارك، أشار إلى "أنهم يقضونها بقراءة بالصلاة والعبادة وخصوصاً قراءة القرآن، التي تزيد في رفع معنوياتهم، فالمقاومون يتمنون لقاء الله في هذا الشهر المبارك". ويضيف "أبو عمار"، نحن أوعزنا لجميع مجموعاتنا المرابطة، البقاء في أماكنهم في شهر رمضان الكريم بصحبة "القرآن الكريم" نهجنا في مقاومة الاحتلال، وعدم تغيير قواعد العمل في هذا الشهر الفضيل، وعدم التهاون لأن هذا العدو ناقض للعهود".

لم يكن هناك متسع من الوقت للمزيد من الأسئلة، كان موعد الإفطار قد حل، وأمام المقاومين مهام عديدة قبل العودة إلى مواقعهم، وأمامي أنا رحلة أخرى لعلها تكون مختلفة عن طريقة الوصول، ودعتهم وقد زالت كل أسباب الخوف في داخلي ومضيت في طريقي للعودة إلى موقعي .. المهني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عباس : المفاوضات تركز على الامن والحدود وتنتهي وفق سقف زمني محدد

تخلص من سموم الجسم وقم بتنقية الجهاز الهضمي والكبد بشرب هذه الوصفة الطبيعية

تعريف اللجنة المركزية و المجلس الثوري في حركة فتح Palestinian National Liberation Movement Fateh